في كل رحلة عظيمة، كانت البداية مجرد خطوة واحدة.
خطوة قد تبدو بسيطة… لكنها كانت كل شيء.
في زحمة الحياة، بنتردد.
نقعد نستنى اللحظة المناسبة، الفرصة المثالية، الإشارة اللي تطمّنا إننا ماشيين في السكة الصح.
لكن الحقيقة؟ مفيش لحظة مثالية.
مفيش ضمان.
ومفيش طريق مرصوف بالراحة.
الطريق بيتكوّن وإنت ماشي.
نقطة البداية مش دايمًا بتكون واضحة… بس دا مش معناه إنك ما تبدأش.
البدء في حد ذاته فعل شجاع.
أنك تقوم من مكانك، حتى لو مش عارف كل الخطوات.
أنك تقول “أنا هنا… وهبدأ.”
حتى لو الخوف في قلبك، حتى لو الشك ساكن فيك.
في ناس كتير واقفين على باب البداية.
شايفين الطريق… بس مش قادرين يخطوا الخطوة الأولى.
مش عشان الطريق صعب،
لكن عشان الجُمل اللي في دماغهم أصعب:
– “لسه مش جاهز.”
– “يمكن أفشل.”
– “طب أبدأ منين؟”
وساعات كتير، بنتكسف من البدايات البسيطة…
كأننا لازم نكون عارفين كل حاجة، أو نكون في الصورة الكاملة من أول يوم.
لكن الحقيقة؟ كل حاجة كبيرة بدأت صغيرة.
وكل نهر عظيم بدأ بنقطة.
الانطلاق مش لازم يكون قوي… بس لازم يكون صادق.
خطوة واحدة حقيقية… بإخلاص.
من قلبك.
من مكانك دلوقتي، مش من المكان اللي “كان المفروض” تكون فيه.
المعجزة مش في الكمال… المعجزة في النية.
في الرغبة الصادقة إنك تمشي.
حتى لو الطريق فيه مطبات.
حتى لو مش كل حاجة مفهومة.
ابدأ… حتى لو بإيد بترتعش.
ابدأ… حتى لو صوتك مش واصل.
ابدأ… حتى لو خايف.
لأن الشجاعة مش معناها غياب الخوف،
الشجاعة هي إنك تتحرك رغم الخوف.
يمكن البداية ما تكونش مبهرة…
بس الاستمرار هو اللي بيخلق الفرق.
اللي بيكمّل مش اللي بدأ بـ”واو”،
اللي بيكمّل هو اللي استمر، واللي وقف ورجع تاني، واللي ما استسلمش، حتى لو كل حاجة جوّاه كانت بتقوله يبطّل.
نقطة البداية هي وعد بينك وبين روحك.
وعد إنك مش هتسيب نفسك.
وعد إنك هتتحرك… حتى لو خطوة صغيرة.
وعد إنك هتؤمن… إن في طريق هيتفتح لما تبدأ تمشي.
أنت محتاج بس تكون حاضر.
وتكون صادق.
وتقول لنفسك: “النهارده… أنا اخترت أبدأ.”








غمّض عينيك شوية…
واسأل قلبك:
“أنا خايف؟ ولا أنا منتظر الإذن؟
طب لو كان الإذن جاي من جوايا… مستني إيه؟”
اسمع الصوت الهادئ اللي جواك…
الصوت اللي بيقولك:
“ابدأ، وأنا معاك.”
ابدأ بخطوة، وأنا أمدّك بكل مدد.
ابدأ من الوجع، وأنا أخلق لك شفاء.
ابدأ من التوهان، وأنا أرشدك.
“وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”
[المائدة: 23]
خد الآية دي زي ضوء صغير في الطريق…
كل ما تتلخبط، ارجع لها.
كل ما تخاف، كررها…
وخليها تمشي معاك لحد ما تمشي لوحدها جواك.
أنت مش متأخر.
أنت مش ناقص.
أنت مش محتاج تكون مثالي عشان تبدأ.
أنت محتاج بس تكون حاضر.
وتكون صادق.
وتقول لنفسك: “النهارده… أنا اخترت أبدأ.”