هل النجاح دوشة ولا همسة؟
هو النجاح يعني إيه؟
هيصه؟ تصفيق؟ لقطة حلوة وكاميرات بتجري؟
عدد متابعين كل يوم بيزيد؟
ولا النجاح حاجة تانية خالص… حاجة أهدى وأعمق… حاجة بتحصل جوا القلب قبل ما تظهر برا العيون؟
خد لحظة وفكر.
عمرك شفت الشمس عملت دوشة عشان تقولنا: “أنا السبب في حياتكم”؟
عمرك شفت البحر صرخ عشان يقنعنا إنه بيحمل أرواحنا المتعبة في حضنه؟
ولا الشجر وقف يهتف لنفسه لأنه بينقينا كل يوم بهدوء؟
الحاجات الحقيقية حوالينا
بتدي وتغمر وتحب
من غير صوت عالي، من غير تصفيق، من غير استعراض.
الحقيقي مش محتاج يثبت نفسه.
الحقيقي بيعيش… وينور… ويدي، ببساطة.
الأواني الفارغة هي اللي بتعمل دوشة.
اللي مش لاقي معنى جواه، بيضطر يرفع صوته عشان يغطي على الفراغ.
طيب، هل معنى كده إننا نسكت ومش نشارك إنجازاتنا؟
لأ طبعًا.
الفرق كبير بين دوشة بلا معنى
وبين نور بيهدي الطريق.
إحنا بنحتفل مش عشان نثبت حاجة لحد.
إحنا بنحتفل عشان نلهم،
نشارك الصدق،
نمدد جسور بين القلوب،
نفتح باب لأي روح تاهت تلاقي سكة ترجع بيها لنورها.
نشارك بنية النفع، بنية الحب، بنية الإلهام.
مش بنية التفاخر، ولا بنية إثبات الوجود.
كل مشاركة طالعة من مكان صادق جواك…
هي زرعة نور بتكبر في قلوب الناس.
وكل خطوة نجاح مش طالعة من قلب حي، مهما كانت كبيرة في عيون الدنيا، ملهاش وزن حقيقي قدّام ربنا ولا قدّام روحك.
مفيش معنى لأي حاجة مش طالعة من جوا
من مكان فيه حب،
فيه نية نقية،
فيه تواضع،
وفيه حضور قدام الله.
حتى النجاح
لو ملوش جذور جوا القلب، لو مش طالعة منه شجرة رحمة…
يبقى نجاح ورقي، يطير مع أول ريح.
علشان كده،
لما تحتفل، احتفل بحب.
لما تفرح، افرح بإمتنان.
ولما تحكي عن نجاحك، احكيه وكأنك بتحكي قصة نعمة… مش قصة بطولة.
وخد بالك…
لو كل إنسان حقيقي اختفى،
لو كل نور حقيقي سكت خوفًا من الدوشة،
مين اللي هيفضل؟
هيفضل الصخب، والفراغ، والوهْم اللي بيلبس لبس النجاح.
عشان كده…
ابني نورك على الحقيقة، مش على الصورة.
وازرع خطواتك بنية صافية، مش بنية ضجيج.
وفي كل مرة ييجي في بالك السؤال: “أحتفل ولا لأ؟”،
اسأل نفسك الأول: “أنا بحتفل عشان أنور ولا عشان أتلمع؟”
لو الإجابة: أنور…
يبقى انطلق بكل حب،
وامشي ورا النور اللي جواك، حتى لو صوتك ما كانش الأعلى…
لأن النور مش محتاج دوشة عشان يظهر.
وافتكر دايمًا:
اللي بيصدر من القلب… بيوصل للقلب.
واللي بيطلع من الروح… بيرجع للروح.
أما اللي بيطلع من الرغبة في اللقطة، بيدوب قبل حتى ما يلمع
error: Content is protected !!