أنا مشيت سنين كتير بدور على النور.
كنت بحسبه موجود في الكتب، في الكلمات الكبيرة، في العلم، في الإجابات اللي بتتقال بثقة.
وكل ما كنت أقرب… ألاقيه بيبعد.
لحد ما في لحظة، لحظة ما كنتش مرتّبة ليها،
النور خرج من جوّايا.
ماكانش ضوء بيشع من حواليا،
كان شهقة من قلبي…
وكانت البصيرة،
زي نقطة نور وسط العتمة،
زي حد بيندهلك باسمك الحقيقي لأول مرة.
البصيرة مش حاجة بتتعلّمها،
ولا نور بينوّر فجأة من برّه.
هي شيء بيتولدلما تسمح للضلمة تاخدك،
بس ما تبلعكش.
هي لحظة الصدق اللي تبص فيها لنفسك وتقول:
“أنا مش كاملة… بس أنا حقيقية.”
أنا صافي.
مش صافي اللي الناس تعرفها من الصوت الهادئ أو الشرح العلمي أو الورش.
أنا صافي اللي اتكسرت واترمّمت،
اللي مشيت سنين بتدور على إجابات،
وبعدين اكتشفت إن كل سؤال كان باب
باب لجوه، مش لبرا.
النور اللي خرج مني،
كان نتيجة آلاف اللحظات اللي حسّيت فيها إني ضايعة.
كان نتيجة تأملات مش بس فيها سلام…
فيها بكا، وندم، وحيرة، وصمت طويل.
لكن البصيرة
هي مش رؤية، هي تذكّر.
تذكّر إن جوّا كل روح في شعلة…
وإن دوري مش إني أولّعها،
دوري إني أزيح الرماد بس،
واسيبها تتنفس.
أنا صافي
مش بس اسم، مش بس مسار،
أنا محاولة مستمرة لاستقبال النور
ومشاركته.
واللي بيقرا دلوقتي،
يمكن النور جوّاك مستني لحظة،
لحظة صدق،
لحظة تسليم ،
لحظة تفتكر فيها إنك مش محتاج تدوّر عليه
هو فيك
error: Content is protected !!